بيان نعي
ببالغ الحزن والاسى تنعى مؤسسة بحر العلوم الخيرية رحيل المغفور له الرئيس المناضل جلال طالباني رحمه الله تعالى، واسكنه فسيح جنانه واسبغ عليه شآبيب رحمته.
فقد العراق ابرز شخصية سياسية وطنية لعبت دورا محوريا في مقارعة الاستبداد والديكتاتورية وساهمت بإيجابية فاعلة في بناء العملية السياسية بعد التغيير، وكان موضع ثقة الجميع عندما تلم بالعراق واهله الازمات، وانعكس ذلك بوضوح طوال توليه مسؤولياته الرسمية.
لقد خسر العراق اليوم شخصية تعددت مزاياها وأدوراها فكان قريبا من الجميع، احزاب وتجمعات وافراد، اتسم بعلاقاته الواسعة مع الطوائف والقوميات والاقليات المختلفة، وعاش معاناة العراقيين بكل جراحاتهم وامالهم غير متناس قضايا شعبه، امتلك القلب الكبير والمرونة العالية في المضي قدما في مشروع توحيد جهود المعارضة العراقية ضد النظام الصدامي متساميا على الخلافات واضعا نصب عينيه هدف تحرير العراق من الديكتاتورية وبقي وفيا بعد التغيير لمبادئه وحبه وحرصه على وحدة العراق وسيادته.
كانت تحتل النجف الاشرف وجامعتها العلمية ومرجعياتها الدينية لدى الراحل الكبير الطالباني موقعا متميزا فكانت دوما موضع احترام وتقدير وتبجيل، وشهدت النجف خطابه التاريخي وهو يضع حجر الاساس لمعهد العلمين للدراسات العليا في شباط 2009 حيث اشار في خطابه في الحفل الجماهيري الى اهالي النجف ( ان اللغة العربية مدينه لهذه المدينة الخالدة، مدينة الامام الخالد علي بن ابي طالب (ع) فقد كان لها الدور في حفظ اللغة العربية وآدابها).
نتقدم بالتعازي والمواساة الى الشعب العراقي عامة والى القيادات والاحزاب السياسية والى قيادات المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني وفي مقدمتهم القيادية السيدة الفاضلة كريمة الراحل الكبير هيرو خان والى انجاله الافاضل قباد نائب رئيس حكومة اقليم كردستان والى الاخوين بافل وشلال، والى الاسرة كافة ومحبيه.
وفي الوقت الذي نستذكر باجلال العلاقة الحميمية التي كانت تربط الراحل الكبير مع سماحة المرحوم السيد بحر العلوم (ره) والتي كان مفتاحها وحدة العراق وازدهاره . نتقدم بالتعازي القلبية الى فخامة رئيس الجمهورية الاخ الدكتور فؤاد معصوم باعتباره رفيق النضال والسياسة للراحل الكبير، ومناشدين الجميع في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق ان تتحول الفاجعة التي حلت برحيل هذه الشخصية الوطنية الكبيرة والتي تحتل موقعا في قلوب الشعب الى انطلاقة للوئام والوحدة وتجاوز الخلافات السياسية واضعين نصب اعيننا وحدة العراق ارضا وشعبا و ديمومة العلاقة بين شعبنا العراقي عربه وكرده واقلياته من اجل بناء العراق الواحد الموحد.
وانا لله وانا اليه راجعون